"" قسم خاص للموتى"" ... قصة قصيرة ياريت تعجبكم
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
"" قسم خاص للموتى"" ... قصة قصيرة ياريت تعجبكم
قسم خاص للموتى
لا احد يعرف بالضبط كيف كان يجري العلاج في تلك المستشفى.. فالحالات الميئوس منها.. والمنتهية تقريبا.. تخرج منها سليمة معافاة كأنما عصا سحرية قد مستها.. لم يحدث أبدا أن خرجت جثة واحدة عبر تلك البوابة الحديدية السوداء.. صار المكان بالنسبة لي محاطا بأسوار أخرى غير أسواره الحجرية.. أسوار من الغموض الضبابي تحجبه عن العالم.. كنت أثناء دراستي للطب في كمبريدج أسمع الحكايات الخرافية تروى عنه .. لمسة من الانبهار ولمسة من الرهبة كانت تمتزج بالأصوات وتعطيها نغمة مميزة.. عندما حل الخريف الثاني لدراستي بالجامعة قررت أن أزور المكان.. وذهبت إليه تتخبط بداخلي الرغبة في الاقتراب.. والرغبة في الابتعاد.. الخوف.. والفضول.. ما الذي يحدث خلف تلك الأحجبة الحجرية.. ما الذي يحدث؟.. وبعد سنوات تحققت أمنيتي وعملت فيه.. وعرفت..
***
كانت خطواتي الأولى مرتعشة.. رهبة كاسحة تغطي حواسي كلها.. كأنني أدلف إلى معبد مقدس.. أهبط على أرض القمر لأول مرة.. أرى ما لم يره بشر.. لكنني وبرغبتي اللانهائية في المعرفة.. تجاوزت رهبتي.. وعبرت كل الاختبارات الصعبة.. وأخيرا أصبح من حقي أن أعمل وأتواجد في هذا المكان..
كانت المستشفى تنقسم إلى قسمين رئيسيين.. عالمين مختلفين.. عالم النور.. وعالم الظلام.. القسم الأول شبه عادي.. لا شيء فيه.. يشبه غيره من تلك الأماكن.. حوائط بيضاء.. أغطية بيضاء.. ومرضى راقدون في أسرتهم.. يتحدثون.. ويصمتون.. يضحكون.. ويبكون.. أما في القسم الآخر فلا شيء سوى الصمت والإضاءة الخافتة.. قائمة المسموح لهم بالتواجد هناك قصيرة جدا.. ففي أغلب ساعات النهار يبدو المكان مقفرا وموحشا.. وعندما يقترب الليل.. ويصدح الغروب بأغنيته الكئيبة.. تزحف الظلال إلى أماكنها في الردهات.. ويغدو المرور بجوار بابه الكبير فقط مغامرة غير مرغوبة .. حتى أنا كنت أخشاه.. وأذكر أنني اضطررت في إحدى المرات إلى إحضار شيء من هناك.. عندما لمحت ظلا غريبا على الحائط ظل ينمو ويكبر.. وفي لحظة صرخت أنا والممرضة المسكينة صاحبة الظل.. وفي خجل أصطنع كلانا أن شيئا لم يحدث وأكمل طريقه.. ومررت بالباب المغلق وتساءلت ما الذي يخفي وراءه.. لابد وان أعرف.. لابد..
***
رأيتها.. امرأة نصف منهارة تحاول أن تبدو متماسكة لكن القلق ينفلت منها.. أسرعت أنا إلى جسد زوجها المسجى أفحصه.. لكن كل شيء كان واضحا.. لقد انتهى الرجل.. صمتت أنفاسه إلى الأبد.. لم اعرف ماذا أقول لها.. كأنها المرة الأولى التي أقابل فيها الموت.. حاولت البحث عن كلمات مناسبة لكن الكلمات تعثرت في حلقي.. ربما قلقها الشديد الذي لم أعتده من الإنجليزيات.. فكرت في أن أنادي إحدى الممرضات لتتولى هي إخبارها بالخبر.. لكن في اللحظة ذاتها ظهر أحد الأطباء الكبار المسموح لهم بالتواجد في أي مكان ومعرفة كل شيء.. أراحني ظهوره من التفكير في كيفية إخبارها بالأمر.. اقترب من جثة الرجل وفحصها بسرعة ثم اتجه إلى المرأة وقال لها:
- إن زوجك يحتاج إلى علاج من نوع خاص لمدة عام وبعدها أعدك أنه سيعود إليك سالما و إلا فعليك أن تتسلمي جثته.
علاج من نوع خاص.. أي علاج هذا إن الرجل منتهى فعلا.. وعدت اسمعه يخبرها بتكاليف هذا العلاج المزعوم
.. بدا على وجهها التردد وقالت:- لكن هذا كثير... لم يزد على أن قال:- لا شيء آخر لدي.. إذا أردت علاجه فعليك أن تملئي الاستمارات في الاستقبال.. و إلا فيمكنك أن تتسلميه وتتصرفي بنفسك.
وترك المرأة تفكر وهم بالانصراف ناديته وانتحيت به جانبا وقلت له:-سيدي لا معنى للعلاج الذي تتكلم عنه.. لقد مات الرجل.. رد في برود:- هذا ليس من شأنك..
***
صموت أنا أسمع وأراقب أكثر مما أتكلم.. ربما تشعر بقلق أو حرج وأنت معي.. لكنك أيضا ستشعر بالثقة.. لو سقطت منك كلمة أمامي فلن تجدها في مكان آخر .. تلك الثقة وصلت إليهم .. لست ثرثارا إذن فأنا أصلح للقسم الآخر.. قسم الظلام والصمت.. مررت بمراحل عدة خلال عملي في هذا القسم.. يمكنك أن تعتبرها مستويات من الثقة.. في البداية لم أستطع أن أعرف أي شيء عما يحدث هنا.. وشعرت برغم وجودي في المكان أنني معزول عنه ..فقط لاحظت أن هناك أشياء غريبا تنقل ليلا خارج المكان.. وعندما عبرت المستوى الأخير من الثقة.. عرفت كل شيء.. لم يدخل مريض حيا إلى هذا المكان قط.. كل من دخلوا إلى هنا كان موتى فقط.. لكنهم يخرجون منه وكأنهم أحياء.. ليس لغزا.. ولكن هنا.. في هذا المكان.. تجري عملية استنساخ لهؤلاء.. هناك نساء في أماكن مختلفة يحملن هذه الأجنة ولا يعرفن عن الأمر شيئا سوى ما يقبضونه في مقابل هذا.. الأطفال الذين يولدون يتم نقلهم إلى مكان خاص حيث تجري لهم عملية تسريع للنمو.. لا أعرف كيف تجري هذه العملية وما تأثيرها على الخلايا.. لكنهم بالتأكيد يعرفون.. وعندما يكتمل النمو إلى العمر المطلوب.. يتم زرع الشريحة.. الشريحة التي تحوي كل مفردات الشخصية الأصلية.. عاداته ومعارفه وكل شيء.. وهكذا يتحول العقل الأبيض إلى عقل ذو ذكريات موغلة في القدم.. وكل من يموت في القسم الآخر ينقل إلى هنا.. لتحدث له تلك العملية الغريبة المعقدة.. عندما انكشفت الحقيقة أمام عيني.. شعرت بالخوف.. والارتباك.. والاشمئزاز.. حبست كل تلك المشاعر بداخلي ولم أقل شيء وعندما جلست وحدي انخرطت في البكاء.. لابد أن يتوقف هذا..لابد وأن أفعل أي شيء لكنى وقتها لم أكن اعرف ماذا عليّ أن أفعل.
***
وقع خطواتي في الردهات المظلمة يمتزج بدقات قلبي ويهزني هزا.. بداخلي قلق سقيم.. لا أعرف كيف أعالجه أو حتى أقتله.. حادثة تافهة وقعت بالأمس قلبت كياني كله.. كنت قد عزمت أمري على أن أنقل كل ما لدي من معلومات وأدلة عن هذا المكان إلى الشرطة.. وبالفعل بدأت أجمع الخيوط وأرتبها.. وأكمل كل الأجزاء الناقصة كي يبدو كل شيء كاملا أمام اسكتلانديارد.. لكنني بالأمس عندما كنت جالسا في أحد المقاهي لمحت امرأة أحسست أنني رأيتها من قبل.. أين؟.. لا أذكر.. لكنها عرفتني بذاكرة حديدية وأقبلت علي تصافحني وعندما لاحظت ارتباكي.. أخبرتني أن زوجها كان قد عولج عندنا في المستشفى.. تذكرتها.. كانت حالة زوجها الميت بداية تيقني من أن ما يحدث في تلك المستشفى أسوأ من كونه غير طبيعي..سألتها عن زوجها.. أخبرتني انه الآن قد أصبح بصحة جيدة.. فقط لو تعرف أنه ليس زوجها..لكنها عادت تقول انه لم يعد زوجها.. وأنها تركته بعد خروجه من المستشفى بفترة قصيرة.. تركته لأنه لم يعد هو.. شيء ما فيه تغير.. وأنها الآن تنتظره لأنه سيحضر لها الأولاد هنا..وفي تلك اللحظة دخل الرجل.. كان الأولاد معلقين بذراعيه.. سمعت أحدهم يطلب منه بعض المثلجات.. فاشتراها لهم ووقف يمزح معهم.. هزني المشهد.. وانخر ست.. كيف أقول أي شيء؟.. كيف أقول لهؤلاء من يتعلقون بيده ويلاعبونه ليس والدهم.. بل كيف أخبر هذا الكائن نفسه أنه لاشيء.. انه شخص بلا ماض.. وأن كل الذكريات التي يحملها ليست له.. كيف؟.. لم أستطع.. وانسحبت بهدوء دونما أن انطق بكلمة واحدة.
***
أخيرا اتخذت قراري لن أخبر أحدا بما يحدث في تلك المستشفى.. وغدا أعود إلى مصر.. بلدي الذي ليس لدي عنه سوى ذكريات مشوشة.. تشاجر معي والدي وأخبرني أنني ليس لي مكان هناك.. فمصر تلفظ أهلها.. أخبرني أنني لن أحتمل تلك الحياة الصعبة.. تحدث طويلا.. وصرخ طويلا.. لكن الأمر كان منتهيا بالنسبة لي..فما دمت لن أخبر أحدا بالجرائم التي رأيتها إذن فلن أستطع البقاء..نعم يمكنك أن تصمني بالعار لصمتي على ذلك العبث لمجرد انه يعطي الناس امتداد وهمي لحياة من يحبونهم.. وأنا مثلك.. أكره الإنسان عندما يحاول القيام بدور الإله.. لم أعترف في حياتي بالقتل الرحيم.. فلقد رأيت بعيني أشخاص شبه موتي يعودون للحياة بمعجزة.. لكن المشكلة لدي أنني لا املك حكمة وقوة الإله.. باختصار لا أستطع أن اخبر آباء وامهات وأبناء وزوجات أن من معهم ليسوا هم.. وأن الآخرين غطاهم التراب منذ زمن.. ربما كان هذا هو الأفضل لهم لكنني .... لا أستطيع .. لهذا أخبرك بقصتي.. ربما تستطيع أنت...
تمت بحمد الله
لا احد يعرف بالضبط كيف كان يجري العلاج في تلك المستشفى.. فالحالات الميئوس منها.. والمنتهية تقريبا.. تخرج منها سليمة معافاة كأنما عصا سحرية قد مستها.. لم يحدث أبدا أن خرجت جثة واحدة عبر تلك البوابة الحديدية السوداء.. صار المكان بالنسبة لي محاطا بأسوار أخرى غير أسواره الحجرية.. أسوار من الغموض الضبابي تحجبه عن العالم.. كنت أثناء دراستي للطب في كمبريدج أسمع الحكايات الخرافية تروى عنه .. لمسة من الانبهار ولمسة من الرهبة كانت تمتزج بالأصوات وتعطيها نغمة مميزة.. عندما حل الخريف الثاني لدراستي بالجامعة قررت أن أزور المكان.. وذهبت إليه تتخبط بداخلي الرغبة في الاقتراب.. والرغبة في الابتعاد.. الخوف.. والفضول.. ما الذي يحدث خلف تلك الأحجبة الحجرية.. ما الذي يحدث؟.. وبعد سنوات تحققت أمنيتي وعملت فيه.. وعرفت..
***
كانت خطواتي الأولى مرتعشة.. رهبة كاسحة تغطي حواسي كلها.. كأنني أدلف إلى معبد مقدس.. أهبط على أرض القمر لأول مرة.. أرى ما لم يره بشر.. لكنني وبرغبتي اللانهائية في المعرفة.. تجاوزت رهبتي.. وعبرت كل الاختبارات الصعبة.. وأخيرا أصبح من حقي أن أعمل وأتواجد في هذا المكان..
كانت المستشفى تنقسم إلى قسمين رئيسيين.. عالمين مختلفين.. عالم النور.. وعالم الظلام.. القسم الأول شبه عادي.. لا شيء فيه.. يشبه غيره من تلك الأماكن.. حوائط بيضاء.. أغطية بيضاء.. ومرضى راقدون في أسرتهم.. يتحدثون.. ويصمتون.. يضحكون.. ويبكون.. أما في القسم الآخر فلا شيء سوى الصمت والإضاءة الخافتة.. قائمة المسموح لهم بالتواجد هناك قصيرة جدا.. ففي أغلب ساعات النهار يبدو المكان مقفرا وموحشا.. وعندما يقترب الليل.. ويصدح الغروب بأغنيته الكئيبة.. تزحف الظلال إلى أماكنها في الردهات.. ويغدو المرور بجوار بابه الكبير فقط مغامرة غير مرغوبة .. حتى أنا كنت أخشاه.. وأذكر أنني اضطررت في إحدى المرات إلى إحضار شيء من هناك.. عندما لمحت ظلا غريبا على الحائط ظل ينمو ويكبر.. وفي لحظة صرخت أنا والممرضة المسكينة صاحبة الظل.. وفي خجل أصطنع كلانا أن شيئا لم يحدث وأكمل طريقه.. ومررت بالباب المغلق وتساءلت ما الذي يخفي وراءه.. لابد وان أعرف.. لابد..
***
رأيتها.. امرأة نصف منهارة تحاول أن تبدو متماسكة لكن القلق ينفلت منها.. أسرعت أنا إلى جسد زوجها المسجى أفحصه.. لكن كل شيء كان واضحا.. لقد انتهى الرجل.. صمتت أنفاسه إلى الأبد.. لم اعرف ماذا أقول لها.. كأنها المرة الأولى التي أقابل فيها الموت.. حاولت البحث عن كلمات مناسبة لكن الكلمات تعثرت في حلقي.. ربما قلقها الشديد الذي لم أعتده من الإنجليزيات.. فكرت في أن أنادي إحدى الممرضات لتتولى هي إخبارها بالخبر.. لكن في اللحظة ذاتها ظهر أحد الأطباء الكبار المسموح لهم بالتواجد في أي مكان ومعرفة كل شيء.. أراحني ظهوره من التفكير في كيفية إخبارها بالأمر.. اقترب من جثة الرجل وفحصها بسرعة ثم اتجه إلى المرأة وقال لها:
- إن زوجك يحتاج إلى علاج من نوع خاص لمدة عام وبعدها أعدك أنه سيعود إليك سالما و إلا فعليك أن تتسلمي جثته.
علاج من نوع خاص.. أي علاج هذا إن الرجل منتهى فعلا.. وعدت اسمعه يخبرها بتكاليف هذا العلاج المزعوم
.. بدا على وجهها التردد وقالت:- لكن هذا كثير... لم يزد على أن قال:- لا شيء آخر لدي.. إذا أردت علاجه فعليك أن تملئي الاستمارات في الاستقبال.. و إلا فيمكنك أن تتسلميه وتتصرفي بنفسك.
وترك المرأة تفكر وهم بالانصراف ناديته وانتحيت به جانبا وقلت له:-سيدي لا معنى للعلاج الذي تتكلم عنه.. لقد مات الرجل.. رد في برود:- هذا ليس من شأنك..
***
صموت أنا أسمع وأراقب أكثر مما أتكلم.. ربما تشعر بقلق أو حرج وأنت معي.. لكنك أيضا ستشعر بالثقة.. لو سقطت منك كلمة أمامي فلن تجدها في مكان آخر .. تلك الثقة وصلت إليهم .. لست ثرثارا إذن فأنا أصلح للقسم الآخر.. قسم الظلام والصمت.. مررت بمراحل عدة خلال عملي في هذا القسم.. يمكنك أن تعتبرها مستويات من الثقة.. في البداية لم أستطع أن أعرف أي شيء عما يحدث هنا.. وشعرت برغم وجودي في المكان أنني معزول عنه ..فقط لاحظت أن هناك أشياء غريبا تنقل ليلا خارج المكان.. وعندما عبرت المستوى الأخير من الثقة.. عرفت كل شيء.. لم يدخل مريض حيا إلى هذا المكان قط.. كل من دخلوا إلى هنا كان موتى فقط.. لكنهم يخرجون منه وكأنهم أحياء.. ليس لغزا.. ولكن هنا.. في هذا المكان.. تجري عملية استنساخ لهؤلاء.. هناك نساء في أماكن مختلفة يحملن هذه الأجنة ولا يعرفن عن الأمر شيئا سوى ما يقبضونه في مقابل هذا.. الأطفال الذين يولدون يتم نقلهم إلى مكان خاص حيث تجري لهم عملية تسريع للنمو.. لا أعرف كيف تجري هذه العملية وما تأثيرها على الخلايا.. لكنهم بالتأكيد يعرفون.. وعندما يكتمل النمو إلى العمر المطلوب.. يتم زرع الشريحة.. الشريحة التي تحوي كل مفردات الشخصية الأصلية.. عاداته ومعارفه وكل شيء.. وهكذا يتحول العقل الأبيض إلى عقل ذو ذكريات موغلة في القدم.. وكل من يموت في القسم الآخر ينقل إلى هنا.. لتحدث له تلك العملية الغريبة المعقدة.. عندما انكشفت الحقيقة أمام عيني.. شعرت بالخوف.. والارتباك.. والاشمئزاز.. حبست كل تلك المشاعر بداخلي ولم أقل شيء وعندما جلست وحدي انخرطت في البكاء.. لابد أن يتوقف هذا..لابد وأن أفعل أي شيء لكنى وقتها لم أكن اعرف ماذا عليّ أن أفعل.
***
وقع خطواتي في الردهات المظلمة يمتزج بدقات قلبي ويهزني هزا.. بداخلي قلق سقيم.. لا أعرف كيف أعالجه أو حتى أقتله.. حادثة تافهة وقعت بالأمس قلبت كياني كله.. كنت قد عزمت أمري على أن أنقل كل ما لدي من معلومات وأدلة عن هذا المكان إلى الشرطة.. وبالفعل بدأت أجمع الخيوط وأرتبها.. وأكمل كل الأجزاء الناقصة كي يبدو كل شيء كاملا أمام اسكتلانديارد.. لكنني بالأمس عندما كنت جالسا في أحد المقاهي لمحت امرأة أحسست أنني رأيتها من قبل.. أين؟.. لا أذكر.. لكنها عرفتني بذاكرة حديدية وأقبلت علي تصافحني وعندما لاحظت ارتباكي.. أخبرتني أن زوجها كان قد عولج عندنا في المستشفى.. تذكرتها.. كانت حالة زوجها الميت بداية تيقني من أن ما يحدث في تلك المستشفى أسوأ من كونه غير طبيعي..سألتها عن زوجها.. أخبرتني انه الآن قد أصبح بصحة جيدة.. فقط لو تعرف أنه ليس زوجها..لكنها عادت تقول انه لم يعد زوجها.. وأنها تركته بعد خروجه من المستشفى بفترة قصيرة.. تركته لأنه لم يعد هو.. شيء ما فيه تغير.. وأنها الآن تنتظره لأنه سيحضر لها الأولاد هنا..وفي تلك اللحظة دخل الرجل.. كان الأولاد معلقين بذراعيه.. سمعت أحدهم يطلب منه بعض المثلجات.. فاشتراها لهم ووقف يمزح معهم.. هزني المشهد.. وانخر ست.. كيف أقول أي شيء؟.. كيف أقول لهؤلاء من يتعلقون بيده ويلاعبونه ليس والدهم.. بل كيف أخبر هذا الكائن نفسه أنه لاشيء.. انه شخص بلا ماض.. وأن كل الذكريات التي يحملها ليست له.. كيف؟.. لم أستطع.. وانسحبت بهدوء دونما أن انطق بكلمة واحدة.
***
أخيرا اتخذت قراري لن أخبر أحدا بما يحدث في تلك المستشفى.. وغدا أعود إلى مصر.. بلدي الذي ليس لدي عنه سوى ذكريات مشوشة.. تشاجر معي والدي وأخبرني أنني ليس لي مكان هناك.. فمصر تلفظ أهلها.. أخبرني أنني لن أحتمل تلك الحياة الصعبة.. تحدث طويلا.. وصرخ طويلا.. لكن الأمر كان منتهيا بالنسبة لي..فما دمت لن أخبر أحدا بالجرائم التي رأيتها إذن فلن أستطع البقاء..نعم يمكنك أن تصمني بالعار لصمتي على ذلك العبث لمجرد انه يعطي الناس امتداد وهمي لحياة من يحبونهم.. وأنا مثلك.. أكره الإنسان عندما يحاول القيام بدور الإله.. لم أعترف في حياتي بالقتل الرحيم.. فلقد رأيت بعيني أشخاص شبه موتي يعودون للحياة بمعجزة.. لكن المشكلة لدي أنني لا املك حكمة وقوة الإله.. باختصار لا أستطع أن اخبر آباء وامهات وأبناء وزوجات أن من معهم ليسوا هم.. وأن الآخرين غطاهم التراب منذ زمن.. ربما كان هذا هو الأفضل لهم لكنني .... لا أستطيع .. لهذا أخبرك بقصتي.. ربما تستطيع أنت...
تمت بحمد الله
ma7moud amer- مشرف
-
عدد الرسائل : 156
العمر : 34
الموقع : MAZZIKAFM.MAM9.COM
العمل/الترفيه : طب بيطرى السادات
المزاج : ????
sms : دلوقتي .. بيبسي الصاروخ بجنيه وربع
بس ....
هتفضل تغلى لغاية ماتبطلها
تاريخ التسجيل : 01/05/2008
رد: "" قسم خاص للموتى"" ... قصة قصيرة ياريت تعجبكم
بجد سبحان الله فعلا وصل جبروت بني ادم لتلك الدرجه واصبح كل شئ مستساغ وعادي لكن والله ليحبط الله اعمالهم اما عن راي فالساكت عن الحق شيطان اخرس كان له ان يبلغ عنهم ولا يكتفي بمجرد الهروب لانه سيحاسب عن ذلك لقد قال الرسول من راي منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقله وهذا اضعف الايمان فكيف له ان يهرب بدون حتي ان يحاول وامامه كارثه تحدث
dr_amoul- مشرفة
-
عدد الرسائل : 204
العمر : 34
العمل/الترفيه : بيطري السادات
المزاج : عال العال والحمد لله
sms : اللهم اني اسالك الاخلاص في القول والعمل
تاريخ التسجيل : 10/09/2008
رد: "" قسم خاص للموتى"" ... قصة قصيرة ياريت تعجبكم
احلى حاجة فيك يا حوده ان ما فيكش بذر
lawymaster- نكست فضى
-
عدد الرسائل : 90
العمر : 34
الموقع : egyyyyyyyyyyyyyyyypt
العمل/الترفيه : every thing
المزاج : extremely higggggh
sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">$post[field5]</marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
تاريخ التسجيل : 16/04/2008
رد: "" قسم خاص للموتى"" ... قصة قصيرة ياريت تعجبكم
يا جماعة فين الردود
ma7moud amer- مشرف
-
عدد الرسائل : 156
العمر : 34
الموقع : MAZZIKAFM.MAM9.COM
العمل/الترفيه : طب بيطرى السادات
المزاج : ????
sms : دلوقتي .. بيبسي الصاروخ بجنيه وربع
بس ....
هتفضل تغلى لغاية ماتبطلها
تاريخ التسجيل : 01/05/2008
رد: "" قسم خاص للموتى"" ... قصة قصيرة ياريت تعجبكم
انا مش مصدقه الحكايه ديه علشان مستحيل تحصل و بعدين اخر اخبار الاستنساخ انه ما نجحش على البشر يعنى الحكايه ديه متلفقه ربنا بس هو اللى بيحى و يميت مش العباد
koky_2008- نزيل ذهبى
-
عدد الرسائل : 131
العمر : 35
الموقع : vetmedalex.org
العمل/الترفيه : طالبه بيطرية
المزاج : منفضة للدنيا
sms : يا سائل عننا حنقولك اننا شباب و بنات ميه ميه من بيطرى اسكندريه
تاريخ التسجيل : 12/06/2008
مواضيع مماثلة
» " للحزن نووووور ... بس " لا يدري أحد " ....!!
» قصيدة حب فرعونية .....ياريت تشوفوها
» رساله .. " شعر عامي "
» قصيدة حب فرعونية .....ياريت تشوفوها
» رساله .. " شعر عامي "
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى